أكد السفير الإيراني لدى سوريا حسين أكبري أن بلاده لازالت تتبنى "سياسة الحذر" اتجاه السلطات الجديدة في دمشق والتي لايزال موقفها "غير محدد بشكل دقيق" اتجاه طهران.
وأوضح في مقابلة مع وكالة يونيوز للأخبار أن إيران تنتظر "ما ستؤول إليه الأمور" قبل تحديد طبيعة العلاقة المستقبلية مع سوريا.
أبواب السفارة الإيرانية في دمشق مفتوحة
ونفى أكبري إغلاق سفارة بلاده في دمشق، مشيرًا إلى أن أبوابها "ما زالت مفتوحة" بوجود "حضور جزئي".
وكشف أن الوثائق الهامة نُقلت مسبقًا كإجراء احترازي بعد تعرض السفارة للاعتداء والنهب خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة السورية عند سقوط النظام في كانون الأول الماضي.
حماية مشددة للمراكز الدبلوماسية الإيرانية
وأشار السفير إلى أن جميع المراكز الدبلوماسية الإيرانية في سوريا تخضع للحماية والرعاية الأمنية، منذ اليوم التالي "لسقوط دمشق"، دون الإفصاح عن هوية القوات المسؤولة عن هذه الحماية.
السفارة السورية في طهران تعمل بشكل طبيعي
أكد السفير أكبري أن السفارة السورية في طهران تواصل عملها بشكل اعتيادي دون أي تعطيل وأوضح أن "سفارة الدولة في بلد ثالث تكون عادةً نقطة الاتصال في مثل هذه الظروف".
وأضاف أن إجراءات الاستقرار لم تكتمل بعد، مما أدى إلى عدم تفعيل العديد من سفارات "النظام الجديد" حول العالم، وهو ما يحول دون اتخاذ قرارات واضحة.
أوضاع الطلاب الإيرانيين والسوريين
كشف السفير أن عدد الطلاب الإيرانيين في سوريا كان قليلًا جدًا، معظمهم من عائلات الموظفين الدبلوماسيين، وقد عادوا جميعًا إلى إيران باستثناء طالب واحد قُتل في مستشفى اللاذقية على يد جماعات متطرف خلال أحداث الساحل..
من جهة أخرى، أكد أن الطلاب السوريين في إيران لا يواجهون أي مشكلات، ويتمتعون بحرية البقاء أو المغادرة، مع استمرار الدراسة والعمل بشكل طبيعي. وأشار إلى أن السفارة السورية في طهران تتابع أوضاعهم وتقدم الدعم اللازم.
عودة معظم الإيرانيين إلى سوريا بعد موجة المغادرة
وكشف السفير أن "حوالي 300 إلى 400 شخص فقط غادروا إلى لبنان من الجالية الإيرانية، بينما توجه عدد قليل إلى إيران بسبب روابطهم الرسمية "بعد سقوط نظام الأسد، لافتاً إلى أن معظمهم عادوا بالفعل.
وأوضح أن الوضع الأمني للمواطنين الإيرانيين مستقر، رغم بعض الصعوبات في الخدمات القنصلية.
وقال: " "حتى الآن لم نواجه أي مشاكل خطيرة تؤثر على المواطنين الإيرانيين".
إيران تأمل بتحسن الأوضاع في سوريا
وأعرب السفير أكبري عن أمله في تحسن الوضع الأمني والاقتصادي في سوريا، معتبرًا أن ذلك "شرطًا أساسيًا" لتحسين العلاقات الدولية مع دمشق.
وأشار أكبري إلى رغبة بلاده في رؤية استقرار أمني سريع وتحسن اقتصادي تدريجي، بما "يسمح للشعب السوري بالمشاركة الفاعلة في إعادة بناء بلده"، وهو ما وصفه بأنه تطلع مشترك للجميع.
وأكد أن استقرار سوريا سيسهم في عودة اللاجئين وإعادة الإعمار، محذرًا من أن استمرار الأزمات "سيضر المنطقة بأكملها".
واعتبر السفير الإيراني أن مستقبل العلاقات الدولية مع سوريا سيكون مرهونًا بمدى تحقق الأمن والرفاه داخل البلاد.
إيران تحترم إرادة الشعب السوري وتدعم الاستقرار
وأكد أكبري أن سياسة طهران تقوم على "احترام إرادة الشعوب"، مشددًا على دعم بلاده للحكومة السورية عبر تعزيز الحوار بين المكونات السياسية.
وأضاف أن إيران "تؤيد مطالب الشعب السوري المشروعة".
كما انتقد وجود عناصر أجنبية في سوريا، واصفًا إياهم بـ"مصدر قلق للدول المجاورة".
وقال: "أن "وجود رعايا أجانب بهويات مزورة أمر مرفوض دولياً".
القضية الفلسطينية "مركزية" والدعم السوري لها قرار سيادي
أكد السفير أن موقف سوريا من فلسطين "قرار سيادي"، يعود إلى الحكومة السورية نفسها، و"هي من تقرر ما تراه مناسبًا بشأن صورتها الإقليمية والدولية في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها".
وشدد أكبري أن طهران لا تتدخل في هذه القرارات، معتبراً أن لكل دولة الحق في تحديد موقفها.
وتابع " التردد في دعم فلسطين من بعض الدول، بحجة الظروف الداخلية أو الشعور بالضعف، "أمر غير مرغوب فيه"، ولا يليق بعالم يواجه تحديات أخلاقية متزايدة.
ووصف القضية الفلسطينية بأنها "قضية عالمية"، مشيدًا بالدعم المتزايد لها على المستوى الدولي.